هروب كمبش يحاصر الحلبوسي داخليا وقد يفشل مشروع اطاره السني
هروب كمبش يحاصر الحلبوسي داخليا وقد يفشل مشروع اطاره السني .
بعد هروب رئيس ديوان الوقف السني سعيد كمبش، من سجنه وهو المدان بسرقة ملايين الدولارات من أموال الوقف، فان فرص ازاحة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي تزداد، حيث توجه له الاتهامات بان كمبش محسوب عليه وهو من اوصله الى المنصب، وان جهات مقربة من الحلبوسي ونواب في حزب تقدم كان لهم يد ي فرار كمبش.
يتزامن ذلك مع تشكل لوبي سني شيعي لازاحة محمد الحلبوسي من منصبه رئيسا للبرلمان، وقد اضطره ذلك الى الطيران الى السعودية لايقاف مد ازاحته الذي ينضج على نار تستعر بدعم شيوخ عشائر في الانبار وقوى سنية وشيعية.
و المعلومات المتسربة، ان الحلبوسي طلب دعم السعودية لتحالف سني داخل العراق على غرار الاطار الشيعي، ويكون متوافقا مع توجهات السعودية.
لكن مبادرة الحلبوسي، ليست ذات قيمة بالنسبة للسعودية في هذا الوقت الذي يشهد انحسار الاستقطابات الاقليمية، على ضوء المصالحة السعودية الايرانية، ووفق المعلومات فان السعودية ابدت الرغبة في عدم التدخل في الشأن العراقي، وهي تدعم اي وفاق داخلي لصالح الاستقرار، الأمر الذي اصاب الحلبوسي بخيبة أمل.
واعتادت القوى السنية العراقية على اسناد ظهرها الى حائط سعودي او قطري او اماراتي في مواجهة الازمات، والتعامل مع القوى الشيعية المتحالفة مع ايران، لكن ذلك لم يعد مجديا مثل حقبة السنوات بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، ولم تعد ترى السعودية أن العراق الذي يتحكم به الشيعة يشكل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة، الامر الذي اسقط بيد القوى العراقية التي تعتاش على هذا المسار .
وفي هذا الصدد، يتوقع الباحث العراقي المقيم في لندن، عدنان أبوزيد، انحسار التحالفات الطائفية في المنطقة العربية المستندة الى اسباب تاريخية وسياسية ومصالحية. وواحدة من العوامل الرئيسية لانحسارها هو التقارب السعودي الايراني حيث ادركت الدولتان ان التباين الطائفي يمكن ان يكون تنوعا ايجابيا في منطقة تضم أديانًا وطوائفًا مختلفة، وذاقت الأمرين من ويلات الحروب.
معلومات تفيد ان ترشيح مثنى السامرائي بديلا للحلبوسي في رئاسة البرلمان، اصبح امرا واقعيا .
ومثنى السامرائي نفسه تحدث عن ازاحة الحلبوسي بالقول: قد اقدم شخصا نيابة عني لمنصب رئيس مجلس النواب.
ويتزامن تحرك الحلبوسي الاقليمي، مع اجندته الداخلية في شق الصف السني، فقد اطاح بالنجيفي حتى في معقله نينوى، وحسر نفوذ خميس الخنجر وسعى لاخراج مثنى السامرائي من ساحة المنافسة، وهمش عودة رافع العيساوي ومحمود المشهداني و سليم الجبوري، وأوقف صالح المطلك على الحياد.
وقال السياسي السني مشعان الجبوري ان اسامة النجيفي و خميس الخنجر مثنى السامرائي و رافع العيساوي ومن معهم وبما يمثلونه من عناوين لن يكونوا جزءاً من “الاطار التنسيقي السني” الذي يسعى محمد الحلبوسي لتشكيله. فيما المعلومات تتحدث عن ان محمود المشهداني وسليم الجبوري وصالح المطلك سينضمون له.
وقال النائب السابق حيدر المُلاّ ان الاطار التنسيقي السني المزعوم ، رغم التحفظ على كونه ترسيخ للطائفية الا انه يمكن القبول به لو كان يستهدف تحقيق المطالب وتطبيق القانون وترسيخ منطق الدولة وليس طوق نجاة لشخص يغرق والمحافظة على زعامة كارتونية.