الاعتماد على الغاز والنفط كمصدر وحيد للطاقة يضع العراق في صدارة دول الاحتباس الحراري
الاعتماد على الغاز والنفط كمصدر وحيد للطاقة يضع العراق في صدارة دول الاحتباس الحراري
الاحتباس الحراري العالمي يجعل الطقس الحار “أكثر خطورة” وفق دراسة جديدة لباحثين بريطانيين، ليس فقط بسبب زيادة درجات الحرارة، ولكن أيضا لأن العالم غير مستعد بعد لمواجهة هذه الزيادة، كما يقول الباحثون الذين تحدثوا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
الدراسة تشير إلى أن الاحتباس الحراري يجعل الطقس “الحار بمستويات خطيرة” أكثر شيوعا وأكثر تطرفا في كل قارة في العالم، ووجود عوامل تجعل مجتمعات أكثر ضعفا من غيرها بشكل ملحوظ، كما تجعل شرائح داخل تلك المجتمعات أكثر حساسية للتغير المناخي من غيرها.
وفي العراق شانه شأن الدول العربية، لم يعالج الاحتباس الحراري بجدية كافية حتى الآن، و تغيب الإجراءات الجدية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل الاعتماد بشكل كبير على النفط والغاز كمصادر للطاقة، والتي تساهم في الإفراط في انبعاثات الكربون.
الدراسة التي حللت درجات الحرارة اليومية القصوى حول العالم بين عامي 1959 و 2021، تشير إلى أن 31% من سطح الأرض “شهد حرارة وفق معدلات غير ممكنة إحصائيا”، خلال هذه الأعوام مما جعلها مستعدة لموجات الحر.
الدراسة الجديدة تظهر أن النوبات الساخنة التي تقع خارج نطاق المعقولية الإحصائية قد حدثت في جميع أنحاء العالم طوال العقود القليلة الماضية، مما يشير إلى أنها يمكن أن تحدث مرة أخرى، في أي مكان.
ويحتل العراق، قلب الاحتباس الحراري في منطقة الشرق الأوسط، غير ان هذه الدولة المتطرفة مناخيا لا تفعل شيئا حيال الكارثة القادمة.
وفي الوقت الذي يحتل العراق فيه المرتبة الخامسة على مؤشر أكثر الدول تأثرا بتغييرات المناخ، تحاول وزارة البيئة، وضع خطة لتخفيف أثار الاحتباس الحراري، وذلك بالتزامن مع العمل على مشروع لتغليف الأبنية بالخلايا الشمسية، وبشكل متوازي مع إنجاز زراعة مئات الدوانم الزراعية.
و بينت الحكومة العراقية التزامها الأخلاقي في خفض الانبعاثات بنسبة 1 – 2 بالمئة في الجهد الوطني، مشيرا الى أن، وبناء على ذلك ستخفض الانبعاثات بنسبة 15 بالمئة في حال توفر الدعم الدولي، مع شريطة توفر الكهرباء لمدة 24 ساعة في البلاد، إلى جانب الأمن والسلام وخلوه من الأمراض والأوبئة.
و يحتاج العراق الى تعزيز الطاقة المتجددة وتطوير النقل العام وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في المباني والصناعة.، كما ان ذلك يتطلب التعاون الدول المجاورة للعراق ومع الجهات الدولية الأخرى للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتطوير استراتيجيات مستدامة للتنمية الاقتصادية.
