بحيرة الحبانية تواجه ازمه مياه حادة تهدد وجودها
بحيرة الحبانية تواجه أزمة مياه حادة تهدد وجودها
تواجه بحيرة الحبانيَّة الواقعة شرق مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، أزمة مياه حادّة بسبب عدم إطلاق حصصها المائيَّة عن طريق نهر الفرات ما يهدِّد وجودها، في ظلِّ قلة أعداد السائحين الوافدين إليها أيضاً.
وقال مدير المدينة السياحية في الحبانية مؤيد المشوح في تصريح إن البحيرة تواجه حالياً أزمة مياه حادة تهدد وجودها بنسبة 100 بالمئة، بعد أن كانت وجهة سياحية يرتادها السائحون من مختلف المحافظات بسبب انخفاض المناسيب وارتفاع نسبة التبخر نظراً لارتفاع درجات الحرارة، وابتعاد المياه عن الساحل بمسافة 500 ـ 600 متر.
وأضاف أنَّ وزارة الموارد المائية لم تطلق منذ العام الماضي حصص المياه إلى البحيرة، لذا فإنَّ البحيرة قد تخرج عن الخدمة لعدم قدرة الوزارة على فتح سدة الرمادي ونقل المياه عبر ناظم الورار باتجاهها بفعل انخفاض منسوب نهر الفرات، وأسهم ذلك أيضاً بنزوح سكان المناطق القريبة من قراهم إلى مدينة الرمادي.
وأوضح أنَّ إدارة البحيرة اضطرت إلى مد أنابيب لغرض سحب المياه عبر محطات الضخ من البحيرة إلى حدائق المدينة لسقي المزروعات، فضلاً عن الاعتماد على المياه الجوفية من خلال حفر خمس آبار، بالتعاون مع محافظة الأنبار، مع صيانة وتأهيل محطة الفلوجة بهدف ضخ المياه من نهر الفرات إلى المدينة لغرض الاستخدامات البشرية.
كما توجه هوار جنوب العراق جفاف تاريخي تضاءلت معه أعداد حيواناته بشكل كبير، حيث لم يبقى سوى مسطحات قليلة من المياه تتصل في ما بينها بممرات مائية نمت من حولها نباتات القصب.
وللسنة الرابعة على التوالي، يلقي الجفاف بظلاله الثقيلة على الأهوار ويقضي بطريقه على الجواميس التي يستخدم حليبها في إعداد قشطة القيمر المحبّبة لدى العراقيين.
ويتأمل محمد حميد نور البالغ من العمر 23 عاماً، المشهد الكارثي.. أمام قساوة الواقع، يترجّى الله قائلاَ: تبقى فقط رحمة الله.. فخلال بضعة أشهر فقط فقد الشاب ثلاثة أرباع قطيعه من الجواميس، منها ما نفق، ومنها ما اضطر على بيعه.
ومع استفحال الجفاف في الأهوار، ترتفع نسبة الملوحة في المياه، وتنفق الحيوانات التي تشرب من منابع تكون فيها الملوحة عالية جداً.
وقالت الأمم المتحدة خلال الأسبوع الحالي إن موجة الجفاف الحالية هي الأسوأ منذ 40 عاما والوضع مقلق على صعيد الأهوار التي خلا 70 % منها من المياه.
وتشير آخر التقديرات إلى أن مساحة الأهوار تبلغ اليوم حوالى 4 آلاف كيلومتر مربع، بتراجع عن 20 ألف كيلومتر مربع خلال تسعينات القرن الماضي. ولا يزال يقطنها نحو بضعة آلاف من المعدان فقط.
ويعود هذا التراجع خصوصاً إلى ارتفاع درجات الحرارة وشح الأمطار، ما دفع في السنوات الأربع الأخيرة الأهوار نحو الخراب، فيما كانت تعاني أصلاً بفعل سدود بنتها الجارتان تركيا وإيران على نهري دجلة والفرات، بالإضافة إلى إدارة تقليدية للمياه يرى الخبراء أنها غير مناسبة.
وبلغت الحرارة في الأهوار الوسطى أواخر حزيران/يونيو، 35 درجةً مئوية عند الفجر، لكنها لامست الخمسين خلال النهار.
وتصنّف الأمم المتحدة العراق من بين الدول الخمس الأكثر تضرراً من بعض تداعيات التغير المناخي، فالأمطار قليلة جدا، وبحلول العام 2050، من المتوقع أن يزداد معدّل الحرارة السنوي بدرجتين ونصف الدرجة المئوية، وفق البنك الدولي.
يتراجع مستوى الأهوار الوسطى ونهر الفرات، مصدر تغذيتها الرئيسي، بمعدّل “نصف سنتمتر في اليوم”.