المرآيا الوهمية بقلم أ. د. م. نيرفانا حسين الصبري
مقالي هذا في الصميم
كثير منا لا يري نفسه علي حقيقتها .. وكثير منا لا يعرف ان المرايا الداخلية في انفسنا تعكس ما في تحويه للآخرين.. وكثير منا لا يفهم معاني كثيرة تتحدث بها نفسه… والامر الأخطر انه لا يعرف لماذا يتصرف هكذا ولا يجد مبررات لتصرفاته …
واذا قمنا بتفسير ذلك كما تعلمنا من علماء علم النفس وعلم الاجتماع نجده يرجع الي النشأة الاولي للانسان فالادراك النفسي والحسي يبدأ منذ اللحظة الاولي للطفل ويتم تخزينه في جراب يحوى الانعكاسات الايجابية والسلبية والذي بالفعل ينعكس علي سلوك الانسان
لذلك عندما يسمع أو يري الفرد ما يقيم به الآخرون شخصه يتعجب لماذا يراني الآخرون بهذا الشكل
فمثلا قد تجد بعض الناس تقول أنّك فاشل، او تجد بعضهم يحاربك في زعزعة شخصك مهما بلغت ثقتك بنفسك، او تجد منهم من يحاربك حتى لا تتمكن من الخروج من اي موقف سالماً، او قد يفعل البعض مابوسعه لِئلّا تصل إلى القمّة، كل هذا السلوك واكثر منه يخرج من مخزون الجراب الذي امتلأ به الانسان منذ الصغر..
لهذا ينصح علماء التربية آلا تربي طفلك بوصم او صفة مؤذية لمشاعره لانها ستكبر معه دون ان تدري او يعي هو ذلك، بل حاول أن تضع في الجراب ما تحب أن تري طفلك عليه وماتحب أن تراه في مستقبله مهما تعددت عليه مواقف الحياة .. اصنع طفلك علي عينك…( وصنعته علي عيني )
كما انت ايها الانسان عليك دور في حق نفسك.. كن ايجابي واحسن الي نفسك مرات ومرات.. ولا تجعل الآخرين تنسيك هدفك، وانما ستسعى وتبذل جهدك وتخسر وتكسب وتفشل وتنجح مرّات و ستقف على قدميك وعلي ارض صلبة بكامل قواك لتصلُ الي ما ترغب، لانك أحسنت الي نفسك وهديتها الي طريق النور …ومهما كلفك الامر ومهما عانيت من صعوبة الطريق ستصل حتما لأنك جعلت الآخرين يرونك كما تحب ان تري نفسك ..وهنا فقط يكون التلاقي بالسلام النفسي والاجتماعي وأصبحت مرآتك سوية وحقيقية وليست وهمية ،
فحاشا لله أن يمدّك بالطّموح و يمنحك القوة ثمّ يضيعك
استنادا لقوله تعالي هل جزاء الاحسان الا الاحسان.
أحسن الله إليكم بالتربية الصحيحة والاحسان الي النفس
أ.د. م. نيرفانا حسين الصبري أستاذ العلوم الاجتماعية والانسانية بجامعة الافرو اسيوية