مقالي آليوم في الصميم بعنوان سعادة طفل كبير… بقلم أ.د مشارك نيرفانا حسين الصبرى استاذ العلوم الاجتماعية والانسانية
مقالي آليوم في الصميم بعنوان
سعادة طفل كبير…
بقلم أ.د مشارك نيرفانا حسين الصبرى
استاذ العلوم الاجتماعية والانسانية
هناك مثل دارج نطلقه جميعا علي اطفالنا يقول ( الاطفال احباب الله) وهذا عندما نراهم يلعبون مرة ويتشاجرون مرة ويتعلقون بنا مرة ويضحكون مرة ويأخذون قلبك حين يبكون.. فنكرر في سرنا هذا المثل دون اى تعليق…
والطفل لديه رصيد كبير من السعادة في قلوبنا تأخذك في اى مكان وفي اى زمان دون تأشيرة دخول او خروج … هكذا خلقنا الله وفينا هرمونات تجلب لنا السعادة لتعيننا علي مشقة الحياة…
لهذا لو سألت اي طفل يتحدث معك عن معانى بعض الكلمات من وجهة نظره، تجده فيلسوف كبير لبساطة الحياة في نفسه وعقله فيقول لك مثلا عن معنى السعادة
السعادة فى
هي اصحابى لانهم يلعبون معى ،
او السعادةفي البيت الذى أرسمه بالألوان على أوراقي فيصبح ملكى واتخيل العيش فيه ،
او السعادة في القلب ذو السهم الأحمر لاته يعنى لي الحب فأوجهه الي من أريد بصدق ودون كذب او نفاق،
او السعادة فى القبلة التي تضعها امي او أبي علي وجهي وهم فرحون بي
او السعادة في هدية او كلمة من الاجداد تدفعنى الي النشاط والهمة،
او السعادة في نظرة رضا اراها في عين اهلي حين افوز بشئ ولو بسيط..هنا قمة سعادتى..
او السعادة في كلمة تشجيع من مدرستى لانى متميز في الفصل
(انتبهوا لذلك أيها الآباء)
ويقول عن معنى الألم..
أكبر الأوجاع عندي هي وخزة إبرة طبية،
وأن قمة الألم هو القيام صباحا من حلم جميل والذهاب للمدرسة،
او فرض شئ اقوم به وانا اكره عمله،
او فقدانى لأحد أسنانى،
واقصى الم عندى كلمة توبيخ اسمعها دائما من والداي تهز غضبي وتحفزني للعنف والكراهية وتلصق بى ليرددها بعد ذلك من حولى
وعن معنى الشوق..
هو انتظارى موعد فيلمى المفضل الذي اتخيل اننى بطله والذي ينتهى دائما بالزواج من البطلة والنهاية السعيدة،
او انتظاري بفرحة حضن أبي وقبلة أمي
او اللهفة الي الفسحة مع اصحابي
او عمل أكون بطله حين يثق والداي القيام به
وعن معنى الخيانة والغدر
هي سرقة أحد ألعابى، او مصروفى الذى أنوى به شراء حلوتى
او أحد ينزع منى صاحبى الذي أحبه
او الكذب علي لينجو الآخرين
وعن معني الخوف…
هو اختبائى وراء ظهر أمي هروبا من صفعة والدي،
او عدم ادراج اسمى ضمن دورى في لعبة كرة القدم
او عندما يردد من حولى كلمات تهددنى وتخيفنى عندما لا اقوم بعمل ما
وعن معنى الثروة ..
هي امتلاك ما يكفى من المال لشراء قطعة حلوى واتقاسمها مع صديقتى التي اجلس بجوارها في الفصل ،
او ارسم شئ اتخيله واود شراؤه عندما اكبر ،
او احتفظ بشى اعتز به حتي ولو بسيط لكنه يذكرنى بسعادة هذه اللحظة
كم انت جميل ايها الطفل السعيد بعقلك وبساطتك وفي فهمك للحياة….
وبعد هذا اذا سألته وحين تكبر …كيف تحصل على السعادة
يقول لك ستصبح متعتى و سعادتى أكبر لانى سوف اقضي علي الآمى واعوض احزانى..واصنع سعادتى بيدى في كل ما ذكرته وحلمت به وانتظرته
والان كبرت ايها الطفل …
فوجدت نفسي كلما زاد عمرى تصبح سعادتى أصغر .. فقد كنت أكبر بعقل صغير و بسيط مثل فهمى وعمرى.. فقد كان لي الخيال لا احد يأخذه مني او يتطفل ويشاركنى فيه .. وكان لى وقت استوعب جمال الكون الذى حولى لان لى رصيد في نفسى استقبل به العالم من حولى بفرحة حقيقية واتلقى الشدائد لانساها بعد لحظة…
ولكن الآن استوعب اننى قد كبرت ولكن تغيرت .. وعرفت لكى اصنع السعادة يحتاج الامر منى الى تلقي الكثير من الضربات والمرور بأزمات كي أفهم أن الحياة لم تعد بسيطة وأنها تحتاج عقل أكبر وادراك ووعي أكثر ، بل تحتاج وقتا و صبرا وجهدا وبحثا مستمرا كي أعرف كيف اصنع سعادتي في هذا العالم الغريب ، و لاأزال احتاج كل يوم للكثير والكثير ….
🍀همسة …
* دائما اجعل في داخلك طفل لا يكبر مهما طال العمر ومهما كانت الازمات ليملئك بالسعادة والامل والطموح…
* لا تخسر ذاتك ولا أيامك وعمرك وانت تبحث وتنتظر السعادة لانها صناعة يجب ان تتدرب عليها بما يدخل البهجةوالسرور على قلبك ولو للحظات قليلة
* لا تقيس سعادتك بشئ مادي بل القياس المعنوي أفضل بكثير لانه يحيى النفس والروح معا
* تأكد أن الاطفال احباب الله ..فأسعد طفلك الذي بداخلك ولو بقطعة حلوي تصفو لك الحياة
تمنياتى لكم دوما بطفولة سعيدة وكريمة