الصدق في الأقوال والأفعال مدرءة لتجنب الأهوال د نيرفانا حسين
مقالي اليوم في الصميم بعنوان
الصدق في الاقوال والافعال مدرءة لتجنب الاهوال
بقلم د. نيرفانا حسين الصبري
الصدق دائما اقصر الطرق للوصول الي حل مشكلات عديدة
في الحياة، لاننا لا نحتمل فيها الاختيار الخاطئ او المجازفة او عدم الحكمة في تدبر الأمور .
ودعونا نلقي الضوء علي اختيار الصدق كيف يكون حلا لمشكلات اسرية تؤرق المجتمع العربي مثل العنوسة والتصدع الأسري او الطلاق، وهذا لانها فرضت علينا وامطرتنا بنتائج سلبية هائلة يعاني منها الفرد والمجتمع بأسره علي اعتبار أن الحياةلا تحتمل وجود أطفال ليس لهم اب او ام بسبب الانفصال او التصدع الاسري ولا تحتمل الجهد والعناء في تحمل طرف لمسئولية قد لا يقدر عليها او يتهاون فيها فيتسبب في الانفصال، وايضا لا تحتمل الفرحة المؤجلة لضيق اليد والمعاناة الاخلاقية
وبالنظر الي هذه المشكلات بموضوعية وعقلانية نجد ان مشكلتنا الحقيقية في الصدق مع الله اولا ثم مع النفس ثانيا، وايضا في عدم الرد علي أسئلة محددة بصدق وامانة تحول الاجابة عنها الي الانقاذ السريع لمثل هذه المشكلات التي تكلفنا الكثير من طاقتنا وجهدنا
وتتكثف هذه الأسئلة علي النحو التالي
١.هل أنت مستعد ذاتيا ونفسيا واجتماعيا علي الاختيار الصحيح للزوجة او الزوج بحيث تعرف هدفك وما تريده بالضبط من الزواج وانعكاسات هذا علي حياتك المستقبلية..فهذا يحتاج تدبر وتأمل ومهارات مكتسبة لابد ان تعرفها جيدا لنجاح هذه الخطوة
٢.هل قمت بالتخطيط المبدئي للحياة الجديدة لتحقيق التوازن والتكيف لنحاح هذا الهدف ام انك ستواجه مشكلة عشوائية الافكار او الطموح او عدم الصدق في الاقوال والأفعال ؟.. ولتجنب هذا تحتاج الي تدريب علي مهارات اجتماعية في التخطيط الحكيم والتواصل الايجابي ومكتسبات معرفية والاشتغال علي النفس لتحصل علي الثقة ونجاح هذه الخطوة
٣.هل تدربت علي ادارة الازمات حين تواجهك مشاكل في حياتك الجديدة؟ وهل تعرفت علي متي واين وكيف تستعين بآخرين إذا واجهتك بعض المتاعب ؟
٤.هل تعرفت علي الواجبات والحقوق المفروضة عليك دينيا وانسانيا لتتعامل بها مع الطرف الآخر حتي تصون نفسك وتجذب الطرف الآخر إليك ؟ وكيف تصون ذاتك وتحمي من معك من انفعالات وخطوات غير مدروسة ؟ وهذا يحتاج الي جهد وتدريب ومهاره عالية في كيف تكون صادقا لتصنع سعادة لمن حولك
٥.هل حاولت المصادقة مع نفسك في معرفة الاسباب الحقيقية في تأخر الزواج بالنسبة لك؟ وهل تستطيع التغلب عليها ؟ يحتاج هذا الامر الي صبر واتزان وضبط النفس عن الهوي والتقليل من الإنتهاكات الانسانية لذاتك ولمن حولك عندما لا تحرص علي الصدق والامانة في القول والفعل وحوكمة النفس
والخلاصة هي الصدق في المشاعر والاخلاص في النية الطيبة والمواجهة الصادقة مع ذاتك ومع الآخر هو الطريق القويم لفض الكثير من مشكلات العنوسة والطلاق وغيرها مما يعانيه الانسان الان من ضغوطات وازمات اجتماعية ومادية تهز كيان وبناء المجتمع
دكتورة نيرفانا حسين الصبري
استاذ العلوم الاجتماعية والانسانية بجامعة الازهر ورئيس قسم الاجتماع بجامعة الافرو اسيوية ومدرب معتمد بجامعة التاج الاوربية