الحب وحده لايكفي د نيرفانا حسين الصبري
مقالي اليوم في الصميم بعنوان
الحب وحده لا يكفي ….
الحب جعله الله في القلوب لان نبض القلب فيه اكسير الحياة، وامرنا الله بالحب حتي نستمر في الدنيا ونتحمل الحياة بحلوها ومرها
فالحب خلقه آلله سبحانه ببن مخلوقاته لتتعايش في سلام ووئام ويستند كل علي الاخر
والحياة بواقعها المؤلم نجد قد كثرت فيها حالات الطلاق وكسر القلوب والتقدم بخطي سريعة نحو مستقبل يوحى بالمعاناة للأسف
كثير منا يعلم ان الحياة الواقعية كشفت أن الحب وحده لا يحمي العلاقة الزواجية من الفشل والانتهاء بالطلاق، وإنما الذي يحميها -بعد توفيق الله- هو القدرة على المواجهة وتحمل المسؤولية، والتحلي بروح التعاون والصبر، والتجمل بالأخلاق الحسنة، ومراعاة الحقوق والواجبات التي فرضها الله، أو ندبت إليها الشريعة السمحة وذلك بسلوكيات متبادلةبين الزوجين تحمل هذه الصفات .
إن النجاح في الحياة الزوجية، نصيب مقدر له أسباب، والنجاح والفشل المستقبلي لا يعلمه إلا الله، ولكنه أيضا له اسباب وعوامل تدفع الي النجاح وقد تدفع الي الفشل
وعلاقات زوجية كثيرة لم تبن على حب قبل البداية، ولكن نجحت واستمرت وتميزت بعمق العلاقة واستمرارها سنين طويلة لان طرفى العلاقة حرصوا علي نجاحها والتمتع بحياة سعيدة .
وعلي الرغم من ذلك زواجات بنيت على “حب “، ولكن انتهت للأسف بالطلاق ،
ولتفسير ذلك نجد أن الحب له خطورة غير مدركة في الوهلة الأولى تكمن في الطرفين، وذلك لان الحب غالبا ما يكون مخادع في نظرته المثالية لمحبوبه حينما يدفع المحبوب للتجمل والتظاهر بما ليس فيه من الصفات والاخلاق الحسنة، ولكن إذا ما جاءت الحياة الواقعة انكشف الضباب وزالت دواعي التظاهر، وظهرت الحقيقة وسقط قناع الحب .
إن النجاح في اي علاقة وخاصة العلاقة الزوجية أولاً وقبل كل شيءٍ توفيق من الله، ولهذا واجب كثرة الدعاء والتوجه إلى الله والي ما امرنا به من حسن المعاشرة وحسن الأدب والاحترام والاخلاص في النية الصادقة ، ثم العامل المهم هو بناء الشخصية الذاتية لكلا الزوجين واستعدادهم النفسي والاجتماعي لبناء اسرة تتصف بالصفات الحسنة
ولهذا وجب الامر البحث الجاد عن طرفي اى علاقة او تحديدا في علاقةالزوج والزوجة الذي من المؤكد ان يتحلى كل منهما بالصفات الحميدة، فإن صاحب الصفات الحميدة وذوالأخلاق الحسنة ممن تطيب وتحلوعشرته دون اقنعة ودون تظاهر بالحب هو الأمل في حياة سعيدة تعين على صعاب الحياة وترسم مستقبل لابناءنا مملوء بالحب، وتساعد على بناء مستقبل جاد مملوء بالحب الحقيقي الذي يكرم الانسان كما خلقه الله .
ربنا يوفق الجميع لحياة سعيدة وعام جديد مملوء بالبهجة والأمل
وكل عام وأنتم بخير
أ.د. نيرفانا حسين الصبري استاذ العلوم الاجتماعية والانسانية بجامعة الازهر