هكذا علمتني الحياة كيف نحب. آد نيرفانا حسين الصبري
مقالي اليوم في الصميم
هكذا علمتني الحياة كيف نحب …
بقلم أد. نيرفانا حسين الصبري
استاذ العلوم الاجتماعية
في البداية يقول المولي عز وجل ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك …يخلق الله الحب في قلوب مخلوقاته كلها دون استثناء ويخلق معها الرحمة والود الجميل بدليل أن مخلوقاته مسخرة لبعضها البعض منها ما هو مسخر للانسان والحيوان والنبات جميعنا في محبة الله.
والسؤال الان لماذا يبخل الانسان علي نفسه ببيان اسمى مشاعر الروح والانسانية وهو الحب، والمشكلة هنا تكمن في ثقافتنا اننا نتفهم الحب خطأ كمعني وكلمة. أرسلت لي إحدى الزوجات تقول في رسالتها:
إذا اظهرت لزوجى كلمةرقيقةرومانسية ككلمة “أحبكِ، وطلبت منه سماع كلمة حبيبتى، أنتِ حياتى، أنتِ عمرى يا قلبى، فإذا بالرد يأتي كالصاعقة ما هذا الا كلام المراهقين نحن كبرنا عن هذا الكلام، وأحيانًا أسمع منه عبارة: “أنا أتعب وأشقى من أجلكم! ألا يعطي هذا معنى للحب ؟!”..
بالطبع لا .. ليس شرط ان يعبر الفعل عن الحب ولكن الكلمة اقوي واقصر للوصول الي هدف ما تشعر به
الكلام الجميل مرآة صادقة تعبر بها عن نفسك اولا لتصل بها الي الآخرين. وهذا ليس بين الأزواج فقط، ولكن بين الكائنات الحية، الكل يحتاج لسماع الكلمة الطيبة والقول الحسن لقوله تعالى: (..وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا..)،
ونحن للاسف في جفاف مشاعرنا نجلب لانفسنا المتاعب والانعزال والملل والخرس الزوجى وعدم الرغبة في الوصال، فلماذا لا نعبر عن مشاعرنا بوضوح وصدق؟ أهو الكبرياء والكرامة؟ أم هي الرغبة في الحفاظ على تلك الصورة الجادة والجافة من المشاعر في حياتنا؟ أم هو الخوف من ردة فعل من نعبر له عن مكنون مشاعرنا واحاسيسنا تجاهه؟
ليتك تجيب عن ذلك لتفهم ذاتك وتصلح من امرك
فالصعوبة لا تكمن في قول كلمة “أحبكِ” بذاتها، إنما الصعوبة تكمن في التعبير عن المشاعر الإنسانية في مجتمع نشأ على ثقافة الكتمان وجفاف المشاعر..
والمشكلة الأكبر الإستمرار في كتم هذه المشاعر وتغليفها بالجفاف فيؤدى إلى تبلد العواطف وجمود الأحاسيس واضطراب السلوك والعنف احيانا، بل يزداد الامر سوء فيسبب قسوة القلب والنفور من بعضنا والابتعاد دون مبرر،
ابحثوا عن المواقف الجميلة ففيها تفيض المشاعر الأجمل، ولا شيء أحب إلى النفوس من الوصل مع من أحببناهم وأحبونا
فقداوصانارسولنا صلوات الله وسلامه عليه عندما اشعر بأحاسيس صادقة سواء مع زوجة، اخ، صديق، قريب،
” اقول له احبك في الله”
والامر بسيط وغير مكلف لنتخلص من هذه المشكلة ونزيل الجفاف من مشاعرنا فإذا رايت من تحب، قف قليلُا!! نمق جملك، زين عبارتك، رتب كلامك، هذب نفسك، أفرغ كل الشحنات السالبة من قلبك، أخرج الشحنات الإيجابية من روحك..
قال تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ..)
الحياة قصيرة مهما طال العمر والسيرة الطيبة اطول من عمرنا فلا تحبس حديثًا جميلًا في صدرك ولا تقفل على كلمة لطيفة في قلبك، فلن تتخيل كيف تضيئ كلماتك في قلب من تحب.!! فالكلام والنقاش مع من نحب ومع الثقه بيننا، يخفف التوتر ويزيل والاكتئاب ولا بعرضك الى امراض عضوية ونفسية.
درب نفسك على الاحتفاظ في الذاكرة بالصور المشرقة ، فإن أصابها خدش أو كسر، أُعدالتقاطها من زوايا جديدة، ومن اتجاهات مختلفة، ولكن لا تكرر طباعة الخدوش والكسور مجددًا، لأن الخدوش والسطور ستذهب مع مرور الزمن وتبقى الصورة المشرقة تحيى ذكري دافئة
*كُن مُتََفائِلاً باسما محبوبا تعش في سلام واستقرار نفسى
هكذا علمتنى آلحيآة*