المسؤلية الفردية عدل وميزان. د نيرفانا حسين الصبري
مقالي اليوم في الصميم بعنوان
المسؤلية الفردية عدل وميزان
بقلم أد. نيرفانا حسين الصبرى
استاذ العلوم الاجتماعية والانسانية بجامعة الأزهر ومدرب معتمد بجامعة السويد ورئيس قسم الاجتماع والعلوم المعرفية بجامعة النيل وعضو هيئة تدريس بجامعة الأفرو اسيوية
من الامور الهامة التي وضعها لنا الله في كتابه الكريم تحمل المسئولية الفردية بما يستطيع الانسان ان يقوم به وبما تستقيم معها حياته وذلك فى سرد متقن وبلاغة عالية.
تأملوا معي ميزان المسئولية الفردية كيف وضعها الله فى دستوره المحكم وكيف امرنا بها وكيف عالج بها أمور كثيرة ومشكلات اجتماعية ونفسية قائمة بالفعل في مجتمعناويتعرض لها الانسان بين الحين والاخر سواء في شخصيته او فى مجتمعه
(فمن أبصر فلنفسه)`* 104 سورة الأنعام
(من عمل صالحًا فلنفسه)`* 15 سورة الجاثية
(ومن شكر فإنما يشكر لنفسه)`* 12 سورة لقمان
(ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه)`* 18 سورة فاطر
(ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه)`* 6 سورة العنكبوت
(فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه) 92 سورة النمل
(ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه)`* 38 سورة محمد
(فمن نكث فإنما ينكث على نفسه)`* 10 سورة الفتح
(ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه)`* 111 سورة النساء
توضح لنا الآيات السابقة ⇊ :
ماهى المسؤولية الفردية الواقعة علي الانسان؟ وكيف القيام بها؟ لنفكر فى نتائجها والاصلاح الذي يظهر من ورائها اذا اتبعها الانسان واخذ بها ، وهذا كله في أوضح صورة وأقوى معنى
فالإنسان حين يتأثر بها تكون عامل مهم في بناء شخصيته في المقام الاول ثم تندرج نتائجها بعد ذلك علي المجتمع كصفات وقيم واسلوب ومعايير اخلاقية تدار بها المعاملات الانسانية لانه علاج ربانى يكشف الغطاء عن امور كثيرة لو ادركها الانسان تنقشع عنه الازمات والضغوطات الحياتية
فالشكر والفضل بين الناس واجب، وجهاد النفس عن الاثام والهوي فرض وواجب بل ضرورة اجتماعية ونفسية، والزكاة والتكافل الاجتماعي بين الناس حق وواجب، والبصر إلى العمل الطيب والعلم منفعة عامة وجهاد مأجور ومأمور به
فلن تُعذر بتقصيرك مع الناس وانحرافك عن تلك المعايير الاخلاقية والقيمية والمبادئ الانسانية، ولن يفيدك تجاهلك عنها، فالمسئولية الفردية التزام دينى واخلاقى وقيمى. وهى ليست كلمة بل فعل يندرج تحتها همم وعمل وطاعة وبناء شخصية وثقة بينك وبين الآخرين والتئام ووفاق مجتمعى
فإعمل لنفسك وتحمل مسئولية عملك وقرارك واجتهد فى نجاتك
من العدم والتهميش والانعزالية واللامبالاة التى تؤثر فى انتشار الفوضى والإهمال والتفكك الاسرى والمجتمعى اذا ما ابتعدت عن دستور الحياة الذي وضعه لنا الله، واجعل من نفسك قدوة فعالة فى مجتمعك أينما كنت سواء في العمل او الأسرة او البيئةالمحيطةبك.
فالميزان قائم والعدل موجود فى مسئولية كل فرد نحو نفسه ونحو الآخر وضعه الله فى عدل وميزان قدره الله طبقا لقدراتك كمنهج يعيش معنا وبيننا نتعامل به ونبراسا نهتدى به فى التعامل والوجود وليس العدم وليفتح لنا به ابواب الرحمة والسعادة
والى لقاء قريب بإذن الله