ضرورة رفض المجتمع للمبتز :حماية للكرامة وحفظ للحقوق. د مهجة عبد كريم

ضرورة رفض المجتمع للمبتز : حماية للكرامة وحفظ للحقوق
الكاتبة: د. مهجة عبد كريم
برعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وضمن المبادرة الوطنية لتنمية الشباب، أطلقت منظمة “نايا ” بالتعاون مع المجلس الأعلى للشباب ودائرة المنظمات غير الحكومية، حملة توعوية واسعة لمكافحة الابتزاز الإلكتروني، تستهدف النساء والفتيات في مختلف أنحاء البلاد.
وتهدف الحملة إلى رفع الوعي بمخاطر الابتزاز الإلكتروني عبر المنصات الرقمية وتزويد النساء بأساليب فعّالة لحماية أنفسهن من الوقوع ضحايا لهذا النوع من الجرائم.
في عالمنا المعاصر أصبح الابتزاز الإلكتروني واحدًا من أبرز القضايا التي تواجهها المجتمعات في مختلف أنحاء العالم قد يبدو الابتزاز الإلكتروني مشكلة فردية لكن في واقع الأمر هو مشكلة اجتماعية تهدد القيم الإنسانية وتضعف النسيج الاجتماعي من هنا تبرز أهمية أن يتخذ المجتمع موقفًا رافضًا وواضحًا ضد المبتزين باعتبارهم تهديدًا لأمن الأفراد وسلامتهم النفسية فرفض المبتز هو خطوة ضرورية للحفاظ على كرامة الأفراد وحماية حقوقهم
عندما يتعرض شخص ما للابتزاز سواء كان ذلك عبر الإنترنت أو في الحياة الواقعية فإنه لا يكون مجرد ضحية لجريمة فردية بل هو ضحية لثقافة تحاول استغلال الضعف المبتز لا يعبر عن القيم الإنسانية السامية أو احترام الآخر بل هو شخص يسعى لتحقيق مكاسب غير مشروعة على حساب الآخرين من هنا يجب أن يتخذ المجتمع موقفًا حازمًا ضد هذه الأفعال المدمرة والتأكيد على أن المبتز لا يمثل القيم الاجتماعية التي يؤمن بها الجميع
الابتزاز لا يقتصر على الأضرار المادية فقط بل له آثار نفسية شديدة على الضحايا الابتزاز قد يتسبب في مشاعر الذنب العار والخوف التي يمكن أن تؤدي إلى تدهور الحالة النفسية للضحية ومع مرور الوقت قد يعاني الفرد من الاكتئاب القلق وفقدان الثقة بالنفس لذلك من المهم أن يرفض المجتمع المبتز لا فقط من باب حماية الضحايا من الضرر النفسي ولكن أيضًا من أجل تعزيز شعورهم بالأمان وطمأنتهم إلى أن المجتمع يقف إلى جانبهم في مواجهة هذه الأفعال الجرمية
من الضروري أن يكون هناك وعي مجتمعي حول مخاطر الابتزاز وسبل الحماية منه فالمجتمع الذي يرفض الابتزاز يشجع على تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل ويعمل على توعية أفراده بكيفية حماية أنفسهم على الإنترنت وفي الحياة اليومية يشمل ذلك نشر الوعي حول أهمية الخصوصية وعدم التفاعل مع المبتزين وكيفية التصرف في حال التعرض للابتزاز هذه التوعية تساهم في بناء مجتمع أكثر أمانًا وأقل عرضة لمثل هذه الجرائم
في كثير من البلدان يتمثل الحل القانوني لمكافحة الابتزاز في إصدار قوانين صارمة وتطبيقها بشكل فعال ضد المبتزين ولكن لا يقل أهمية عن ذلك موقف المجتمع الرفضي لهذه الأفعال فكلما كانت المجتمعات أكثر رفضًا للمبتز كان ذلك دافعًا أكبر للمسؤولين والسلطات لتطبيق القانون بصرامة بالإضافة إلى ذلك يمكن للمجتمع أن يلعب دورًا كبيرًا في تقديم الدعم النفسي للضحايا وتشجيعهم على التحدث عن تجربتهم دون خوف من اللوم أو العار
وهنا اود اوضح أن رفض المجتمع للمبتز ليس مجرد موقف أخلاقي بل ضرورة اجتماعية فالمجتمع الذي يقف بحزم ضد هذه الظاهرة يعزز قيم الأمان والعدالة والاحترام ويساهم في حماية الأفراد من الأضرار النفسية والاجتماعية التي قد يتعرضون لها جراء الابتزاز من خلال التوعية وتطبيق القوانين وتقديم الدعم للضحايا يمكن للمجتمع أن يبني بيئة أكثر أمانًا للجميع في النهاية الابتزاز هو جريمة تضر بالجميع ومن واجبنا أن نرفضها بكل أشكالها